آيت اعميرة: جماعة تحتضن ربع سكان الإقليم ،بين الضغط التنموي والمطالب الأساسية

جريدة chtouka241 يوليو 2025آخر تحديث :
آيت اعميرة: جماعة تحتضن ربع سكان الإقليم ،بين الضغط التنموي والمطالب الأساسية

لشتوكة 24 ـالصحفي عبد السلام موماد

تشكل جماعة آيت اعميرة، الواقعة ضمن النفوذ الترابي لإقليم اشتوكة آيت باها، إحدى أكبر الجماعات السكانية بالجهة، حيث تستأثر وحدها بما يقارب ربع ساكنة الإقليم. ومع ذلك، ورغم هذا الثقل الديمغرافي والاقتصادي، لا تزال تعاني من مفارقات تنموية واضحة، أبرزها ضعف التجهيزات الأساسية وتزايد الحاجة إلى خدمات عمومية ذات جودة تواكب التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي تعرفها المنطقة.

كثافة سكانية… وضغط متصاعد

بحسب الإحصائيات الرسمية الأخيرة، يتجاوز عدد سكان آيت اعميرة 113 ألف نسمة، وهو ما يمثل نحو 25% من ساكنة الإقليم. وقد شهدت الجماعة خلال العقد الأخير توسعاً عمرانياً سريعاً بفعل توافد أعداد كبيرة من اليد العاملة المشتغلة في المجال الفلاحي، ما تسبب في بروز أحياء وتجمعات سكنية غير مهيكلة تفتقر للبنيات التحتية الأساسية كالماء، الكهرباء، والصرف الصحي.

_ صحة وتعليم… في قلب المعاناة اليومية

رغم أهمية الكثافة السكانية، لا تتوفر الجماعة إلا على مركز صحي حضري لا يستجيب لحجم الطلب المتزايد، ما يدفع العديد من السكان إلى التنقل صوب المراكز الصحية ببيوكرى أو أكادير. في المقابل، يعاني التلاميذ في بعض الدواوير النائية من صعوبة الولوج إلى المؤسسات التعليمية، إضافة إلى ضعف وسائل النقل المدرسي وغياب بعض المستويات التعليمية في المناطق القروية.

_ الفلاحة: مصدر قوة… وفرصة مهدورة

تُعد آيت اعميرة من أبرز المناطق الفلاحية في الجهة، بفضل وفرة الأراضي الزراعية ووجود وحدات إنتاجية مرتبطة بالضيعات الفلاحية الكبرى. إلا أن هذه المؤهلات لا تنعكس بالشكل الكافي على واقع السكان، إذ ما زال الاقتصاد المحلي يعتمد على فرص عمل موسمية وهشة، دون استثمار حقيقي في مشاريع للتثمين الفلاحي أو التصنيع الغذائي المحلي.

_ مشاريع قيد الإنجاز… ولكن!

أطلقت السلطات المحلية والاقليمية عدة مشاريع مهيكلة تستهدف تأهيل الطرق، وتوسيع شبكة الماء الصالح للشرب، وبناء مرافق تعليمية وصحية، غير أن الوتيرة تبقى متواضعة مقارنة بحجم الحاجيات. وقد رحبت الساكنة ببعض المبادرات الأخيرة، من قبيل تعزيز أسطول النقل المدرسي، وبناء مستوصفين جديدين في الدواوير، إلا أن مطلب العدالة المجالية والرفع من جودة الخدمات ما زال قائماً.

_ صوت الساكنة: “نريد تنمية توازي عددنا”

في تصريحات متفرقة لعدد من المواطنين، عبّر هؤلاء عن استيائهم من بطء وتيرة الاستجابة لمطالبهم، مؤكدين أن جماعة بهذا الحجم السكاني والجغرافي، يجب أن تتوفر على مستشفى محلي، شبكة نقل داخلية، مركبات رياضية وثقافية، ومناطق صناعية صغيرة تتيح فرص الشغل والاستقرار.

آيت اعميرة ليست فقط جماعة مكتظة بالسكان، بل هي فضاء حيوي واستراتيجي يمثل رافعة للتنمية بالإقليم، لكنها في المقابل تواجه تحديات كبيرة تستوجب تدخلات نوعية ومندمجة تضمن كرامة العيش لمواطنيها. وبين طموحات السكان ومحدودية الموارد، يبقى الرهان قائماً على قدرة الفاعلين المحليين والجهويين على توجيه بوصلة التنمية نحو هذه الجماعة التي تستحق أكثر مما نالته حتى الآن.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

عاجل